0
رحمك الله يا أبا عبدالرحمن - مقالة من د. سلطان العرابي في وفاة الشيخ عوض العرابي

لطالما كانت شخصيةُ وسمتُ أبي عبد الرحمن - رحمه الله - تلفتُ نظري كثيراً ، وتشُدُّ انتباهي دائماً منذُ صِغَري ..

كان يختلف تماماً عن بقيَّة الأعمام والقرابة ؛ حتى أقرب قريبٍ كنتُ أرى العم عوض - رحمه الله - يختلف عنه ؛ فقد كانت الابتسامة لا تُفارق مُحيَّاه ، وكان الهدوء طبعاً تطبَّع به ، وكان حليماً مُتَّزناً في نظره للأمور وكلامه مع الآخرين ..

كان إذا جلس في مجلسٍ تعلوه السكينة في أدبٍ جم ؛ لا يُقاطع الآخرين في كلامهم ، وجُلُّ حديثه البسمة الصادقة التي لم تكن مُتكلَّفة ؛ بل كانت نابعةً من قلبٍ صادقٍ لا يعرف الأحقاد ..

شدَّني إليه - رحمه الله - تقديره للصغير قبل الكبير ، يُقبِلُ على من لقيه بوجهه احتراماً وتقديراً ؛ بل إني أجزم أنَّ أبا عبد الرحمن كان ممَّن أثَّر في شخصيتي بحُسْن تعامله واستقباله ..

حتى لـمَّا كنتُ أزوره في المستشفى كان يُقابلني بابتسامة وحفاوة وفرَح ..

لا أعرفُ أحداً ذكَرَه بسوء ؛ بل الجميع يُثني على طِيبة قلبه ودماثة خُلُقه وسلامة صدره ..

وهاهو يرحلُ عن دنيانا بعد هذه السيرة العَطِرَة ؛ سالماً سليماً نقياً طاهراً ؛ عاش فيه بخُلُقٍ ورحمةٍ ، ورحل عنها بصمتٍ دون ضجيج أو أذى لأحد ..

رحل عن الدنيا ولا أعرف عنه أنه أوغر صدور الآخرين ، أو تكلَّم في أعراضهم ؛ بل كان حافظاً للسانه ، مُهذَّباً في أخلاقه ، وقد أثمرت نفسه الطيِّبة في غرْسه الذي غَرَسَهُ في أولاده طِيباً ومحبةً وأدباً ..

نعم ؛ مات كثيرٌ من أبناء قبيلتي ، ورحلوا من بيننا ؛ لكنَّ رحيل أبي عبد الرحمن أثار في نفسي أشياء كثيرة كنتُ أرقبها في نفسه الشامخة ؛ فهو بحقٍّ ممَّن تفرَّد من بيننا جميعاً بأخلاقه الرفيعة ؛ والتي أسأل الله العظيم أن يجعله في أعلى بيتٍ في الجنَّة بسببها ..

رحمك الله يا كريم النفس ..



كتبه :
د. سلطان بن عبيد العرابي
القصيم - بريدة
٢١ / ٨ / ١٤٣٧هـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
قبيلة العرابي الهاشمي © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger